للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

حكى ابن عبد البر عن ثعلب وغيره من أهل اللغة: "أنَّ الوليمة: اسمٌ لِطَعام العرس خاصةً، لا تَقَع على غَيْرِه". (١)

قلت: لم تَرِد في الحديث في غيره.

وقال بعض الفقهاء من أصحابنا وغيرهم: "الوليمةُ: تَقع على كُلِّ طعام لسُرورٍ حادث، إِلا أنَّ اسْتِعَمَالها في طعام العرس أكثر". (٢)

قلتُ: وَردَ: "مَنْ سُرَّ فلْيُولم" (٣) فهو حُجَّةٌ لَهُم.

قال صاحب "المطلع": "وقول أهل اللغة أوْلى، لأَنهم أهل اللسان، وأعرف بموضوعات اللغة". (٤)

وقال صاحب "المستَوْعِب": "وليمةُ الشيْء: كمالهُ وجَمْعُه، وسُمِّيت دعوةُ العُرْس وليمةً، لاجْتِمَاع الزوْجَيْن". (٥) ويقال: أوْلَم، إذا صنَع وليمةً. والله أعلم.


(١) انظر: (التمهيد لابن عبد البر: ١٠/ ١٨٢). كما حكى هذا الحربي عن أبي زيد، وبه قال أبو السعادات، والمطرزي، وجموع أهل اللغة وغيرهم. انظر: (غريب الحديث للحربي: ١/ ٣٢٤، النهاية لابن الأثير: ٥/ ٢٢٦، المغرب: ٢/ ٣٧٠).
(٢) حكى هذا القول كذلك صاحب (الإنصاف: ٨/ ٣١٥، والمغني: ٨/ ١٠٤، الشرح الكبير: ٨/ ١٠٤) وهو قول المزني من الشافعية، حكاه عنه الأزهري. (الزاهر: ص ٣٢٢).
وقيل: الوليمة تُطلَق على كُل طعام لِسُرور حَادِث إطلاقاً متساوياً. قاله صاحب الإِنصاف: ٨/ ٣١٥).
(٣) أخرجه السخاوي في"المقاصد: ص ٤١٤" وقال: "هو كلام صحيح"، وقال العجلوني في "الكشف: ٢/ ٣٥١ ": "ليس بحديث" وهو قول علي القاري في "المصنوع: ص ١٥٠ وقال الزرقاني في "مختصر المقاصد ص: ١٩٣: "لا يعرف".
وقوله: "مَنْ سُرَّ ... " من السّرُور، وليس من السِّر، وهو النكاح، كما ذهب بعضهم، لأنه لم يأتِ مِن (الَسِّر) بمعنى النكاح فِعْل، كما هو معروف عند أهل اللغة. انظر تعليق الشيخ الفاضل أبو غدة على الحديث في (المصنوع: ص ١٥٠).
(٤) انظر: (المطلع: ص ٣٢٨)، وهو قول صاحب (المغني: ٨/ ١٠٤).
(٥) انظر: (المستوعب: ٢/ لوحة ٢٥٤ ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>