وقد ترتَّب على هذا أن بدأت النسخة من أثناء المسألة الخامسة؛ لوجود خَرْم في أولها - يعادلُ قرابةَ ٩٠ حديثًا - تَمَّمه المحقق من مختصر الخلافيات لابن فرْحٍ، وهو محذوف الأسانيد.
وأثبت كذلك مسائل كاملةً من المختصر رغم وجودها في نسخة سليم أغا المعتمدة، وهو ما ظهر لنا عند إعادة ترتيبها.
ثالثًا: أمَّا وصفُ الشيخ لما وقف عليه من النسخ الأخرى فبيانُه كالتالي:
* نسخة دار الكتب المصرية، تحت رقم:(٩٤ - فقه شافعي)، وتتضمن الجزءَ الثاني، وعددُ أوراقها (١٧٢)، وتبدأ من مسائل الحج كما ذكرَ.
وحقيقة هذه النسخة - بعد الوقوف عليها ودراستها - أنها قطعة من مختصر الخلافيات لابن فَرْح، وليست نسخةً من كتاب الخلافيات للبيهقي.
* النسخة الثالثة - كما ذكر فضيلته - تبدأ من الفرائض وتنتهي بانتهاء الكتاب، وتقع في (٣٥٨) لوحة.
ولم يتطرّقِ الشيخ في عمله إلى هذه النسخة؛ لأنه توقف عند كتاب الطهارة.
وهذه النسخة من الأهمية بمكان عظيم؛ إذ تحوي سبعة وعشرين كتابًا؛ بداية من كتاب الفرائض إلى كتاب العتق والولاء والمدبر والكتابة، وفيها خاتمة المؤلف وتاريخ ابتدائِهِ تصنيفَ الكتاب؛ وهو في شهر ربيع الآخر بعد منصرفه من نيسابور إلى خسروجرد من سنة ست وأربعمائة.
وبناء على ما سبق من أن هذا الجزء المطبوع لا يمثل إلا جُزْءًا ضئيلًا من كتاب الخلافيات؛ استحقَّ الكتاب أن يُعادَ إخراجُه مرةً أخرى كاملًا، ومحققا تحقيقًا علميًّا يليق أولا بالسنة النبوية المطهرة، ويليق ثانيا بمكانة الإمام البيهقي - رحمه الله - وبمصنَّفِه.