للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المقدمة العلمية للتحقيق]

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على أشرف خلقه نبيِّنا محمَّد - صلى الله عليه وسلم -. وبعد؛

فإن المكانة العلمية للإمام البيهقي لا تخفى، ويكفينا في ذلك قولُ الذهبيّ: "لو شاء البيهقيّ أن يعملَ لنفسِهِ مذهبًا يجتهدُ فيه لكان قادرًا على ذلك؛ لسعة علومه، ومعرفته بالاختلاف، ولهذا تراه يلوّح بنصْرِ مسائل مما صحَّ فيها الحديث". وكيف لا وهو حافظ أصولي من كبار أصحاب الحاكم، ويزيد على الحاكم بأنواع من العلوم، وله تصانيف تُقارِبُ ألفَ جزْءٍ ممّا لم يسبقْهُ إليه أحد عظيمة القدر، غزيرة الفوائد، ومن أجلِّها كتاب الخلافيات؛ وهو كتاب ضخم جمعَ فيه بين علمي الحديث والفقه، وبيّن فيه علل الحديث، ووجه الجمع بين الأحاديث، حتى قال عنه تاج الدين السبكيّ في الطبقات: "وأمَّا كتاب الخلافيات فلم يُسبَقْ إلى نوعِه، ولم يُصنَّفْ مثلُه، وهو طريقةٌ مستقلَّة حديثية، لا يَقدر عليها إلا مُبرّزٌ في الفقه والحديث، قَيّمٌ بالنصوص". وقال ابن الملقّن في التوضيح: "خلافيات البيهقي في الحديث؛ لم أرَ مثلها، بل ولا صُنِّف". وقال المراغي في الفتح المبين: "كتاب الخلافيات سلك فيه طريقة حديثية أصولية مستقلة، وجمع فيه المسائل الخلافية بين الشافعي وأبي حنيفة".

[أهمية كتاب الخلافيات]

لا تخفى أهمية كتاب الخلافيات على الناظر فيه مؤيّدًا كان أو معارِضًا، وإن لم يكن فيه إلا المنهج العلميّ الذي سلكه مصنّفه في مناقشة المسائل والترجيح

<<  <  ج: ص:  >  >>