للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ (١).

وَالَّذِي رُوِيَ عَنْ سُوَيْدِ (٢) بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: سِرْتُ - أَوْ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَارَ - مَعَ مُصَدِّقِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَإِذَا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - "أَنْ لَا نَأْخُذَ مِنْ رَاضِعِ لَبَنٍ" (٣).

فَإِنَّمَا أَرَادَ بِهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّ رَاضِعَ اللَّبَنِ لَا يُؤْخَذُ فِي زَكَاةِ الْغَنَمِ إِذَا بَقِيَ مِنَ الْأُمَّهَاتِ شَيْءٌ، فَإِذَا لَمْ يَبْقَ مِنَ الْأُمَّهَاتِ شَيْءٌ، جَازَ أَخْذُهَا بِدَلِيلِ مَا ذَكَرْنَا فِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه - فِي الْعَنَاقِ.

[٣١٩٣] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أبنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، ثنا بِشْرُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - اسْتَعْمَلَ أَبَاهُ سُفْيَانَ (٤) بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى الطَّائِفِ وَمَخَالِيفِهَا (٥)، فَخَرَجَ مُصَدِّقًا، فَاعْتَدَّ عَلَيْهِمْ بِالْغِذَاءِ وَلَمْ يَأْخُذْهُ (٦) مِنْهُمْ، فَقَالُوا: إِنْ كُنْتَ مُعْتَدًّا عَلَيْنَا بِالْغِذَاءِ فَخُذْهُ (٧) مِنَّا. فَأَمْسَكَ حَتَّى لَقِيَ عُمَرَ - رضي الله عنه - فَقَالَ لَهُ: اعْلَمْ أَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أنَا نَظْلِمُهُمْ؛ نَعْتَدُّ عَلَيْهِمْ بِالْغِذَاءِ وَلَا نَأْخُذُهُ مِنْهُمْ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ - رضي الله عنه -: فَاعْتَدَّ عَلَيْهِمْ بِالْغِذَاءِ حَتَّى بِالسَّخْلَةِ يَرُوحُ بِهَا الرَّاعِي عَلَى يَدِهِ، وَقُلْ لَهُمْ: لَا آخُذُ مِنْكُمُ الرُّبَّى (٨) وَلَا الْمَاخِضَ،


(١) المصدر السابق (١/ ٤٦).
(٢) في (س): "سعيد"، والمثبت من السنن الكبير (٨/ ٦٩).
(٣) أخرجه أبو داود في السنن (٣/ ٢٩).
(٤) في (س) والمختصر: "أبا سفيان"، والمثبت من أصل الرواية.
(٥) يعني: نواحيها.
(٦) في (س): "يأخذ"، والمثبت من المصدر السابق.
(٧) في (س): "فخذ"، والمثبت من أصل الرواية. والغذاء: جمع الغذي، وهي: السخلة.
(٨) قال ابن الأثير في النهاية (٢/ ١٨٠): "الرُّبَّى التي تربى في البيت من الغنم لأجل اللبن.

<<  <  ج: ص:  >  >>