للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٣٨٢٥] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ الْفَقِيهُ إِمْلَاءً، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَتَلَ رَجُلٌ مِنْ حِمْيَرَ رَجُلًا مِنَ الْعَدُوِّ فَأَرَادَ سَلَبَهُ فَمَنَعَهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَكَانَ وَالِيًا عَلَيْهِمْ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ لِخَالِدٍ (١): "مَا مَنَعَكَ أَنْ تُعْطِيَهُ سَلَبَهُ؟ ". قَالَ: اسْتَكْثَرْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "ادْفَعْهُ إِلَيْهِ". فَمَرَّ خَالِدٌ بِعَوْفٍ، فَجَرَّ بِرِدَائِهِ (٢) فَقَالَ: هَلْ أَنْجَزْتُ لَكَ مَا ذَكَرْتُ لَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَسَمِعَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ ! فَاسْتُغْضِبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "لَا تُعْطِهِ يَا خَالِدُ، هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو (٣) لِي أُمَرَائِي؟ إِنَّمَا مَثَلُكُمْ وَمَثَلُهُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتُرْعِيَ (٤) إِبِلًا وَغَنَمًا فَرَعَاهَا، ثُمَّ تَحَيَّنَ (٥) سَقْيَهَا، فَأَوْرَدَهَا حَوْضًا، فَشَرِبَتْ مِنْهُ (٦)، فَشَرِبَتْ صَفْوَهُ (٧)، وَتَرَكَتْ كَدَرَهُ، فَصَفْوُهُ لَكُمْ وَكَدَرُهُ عَلَيْهِمْ".


(١) قوله: "لخالد" ليس في (م).
(٢) في (ع): "فمر خالد بن عوف يجر بردائه"، وفي (م): "فمر خالد وابن عوف يجر بردائه"، والمثبت من صحيح مسلم.
(٣) قال النووي في شرح صحيح مسلم (١٠/ ٦٤، ٦٥): "هكذا هو في بعض النسخ: "تاركو" بغير نون، وفي بعضها: "تاركون" بالنون، وهذا هو الأصل، والأول صحيح أيضا، وهي لغة معروفة وقد جاء بها أحاديث كثيرة".
(٤) استُرعيَ إبلًا: طُولِب بِرَعيها.
(٥) التحيُّن: طلب الشيء في حين ووقت محدد.
(٦) في صحيح مسلم ومصادر التخريج: "فشرعت فيه". قال في كتاب الأفعال (٢/ ١٨٣): "شرعت في الماء: شربت بفمي منه، وأيضًا دخلت فيه".
(٧) في (م): "فأوردها حوضا فشربت منه صفوه".

<<  <  ج: ص:  >  >>