للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَاستَدَلَّ بِقَضَاءِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه -، وَجَعَلَهُ مَسْأَلَةَ خِلَافٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَبِي حَنِيفَةَ.

[٤٨٨٦] وسمعت الْفَقِيهَ أَبا الْفَتْحِ نَاصِرَ بْنَ الْحُسَيْنِ - أَيَّدَهُ اللَّهُ - وَمَنْ حَضَرَ (١) مِنْ فُقَهَائِنَا يَتَعَجَّبُونَ مِنْ ذَلِكَ، وَيَقُولُونَ: لَمْ نَسْمَعْ بِهِ إِلَّا مِنَ الْأُسْتَاذِ - رضي الله عنه -.

[٤٨٨٧] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ؛ أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي مُدْلَجٍ - يُقَالُ لَهُ: قَتَادَةُ - حَذَفَ (٢) ابْنَهُ بِسَيْفٍ، فَأَصَابَ سَاقَهُ، فَنُزِيَ (٣) فِي جُرْحِهِ، فَمَاتَ، فَقَدِمَ سُرَاقَةُ بْنُ جُعْشُمٍ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ - رضي الله عنه -: اعْدُدْ لِي عَلَى قُدَيْدٍ (٤) عِشْرِينَ وَمِائَةَ بَعِيرٍ حَتَّى أَقْدَمَ عَلَيْكَ. فَلَمَّا قَدِمَ عُمَرُ أَخَذَ مِنْ تِلْكَ الْإِبِلِ ثَلَاثِينَ حِقَّةً، وَثَلَاثِينَ جَذَعَةً، وَأَرْبَعِينَ خَلِفَةً، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ أَخُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: هَأَنَذَا، قَالَ: خُذْهَا، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَيْسَ لِقَاتِلٍ شَيْءٌ" (٥).

[٤٨٨٨] أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بِبَغْدَادَ، أنا


(١) في (ع): "حضه".
(٢) قال ابن عبد البر: "وأما قوله: "حذف ابنه بالسيف" فمعناه رماه فقطعه، والحذف الرمي والقطع بالسيف أو العصا، ومن رواه بالخاء المنقوطة فقد صحف؛ لأن الخذف بالخاء إنما هو الرمي بالحصى أو النوى". التمهيد (٢٣/ ٤٣٧).
(٣) في (م): "فسرى" تحريف، يقال: نُزِف دمُه ونُزِيَ؛ إذا جرَى ولم ينقطع. النهاية (نزا).
(٤) قديد: موضع بين مكة والمدينة.
(٥) أخرجه الشافعي في الأم (٧/ ٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>