كتاب الخلافيات - البيهقي - ت النحال

كتاب الصلاة - مسألة (٧١): ومن اجتهد فصلى إلى الشرق ثم تيقن أن القبلة إلى الغرب كان عليه إعادة ما صلاه في أصح القولين - ج: 2 - ص: 237

بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَرِيَّةً كُنْتُ فِيهَا، فَأَصَابَتْنَا ظُلْمَةٌ فَلَمْ نَعْرِفِ الْقِبْلَةَ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنَّا: الْقِبْلَةُ هَا هُنَا قِبَلَ الشَّمَالِ. وَصَلَّوْا وَخَطُّوا خَطًّا، وَقَالَ بَعْضُنَا: الْقِبْلَةُ هَا هُنَا قِبَلَ الْجَنُوبِ. وَخَطُّوا خَطًّا، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا وَطَلَعَتِ الشَّمْسُ أَصْبَحَتْ تِلْكَ الْخُطُوطُ لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ، فَقَدِمْنَا مِنْ سَفَرِنَا فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ فَسَكَتَ، وَأَنْزَلَ (١) اللَّهُ - عز وجل -: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} (٢) أَيْ: حَيْثُ كُنْتُمْ (٣).

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ الْمَعْمَرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ (٤) الْبَاغَنْدِيُّ (٥)، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ لِمَا فِيهِ مِنَ الْوِجَادَةِ.

وَالَصَّحِيحُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَغَيْرِهِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ (٦) عُمَرَ، أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ إِنَّمَا نَزَلَتْ فِي التَّطَوُّعِ خَاصَّةً، وَذَلِكَ مَذْكُورٌ فِي آخِرِ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ.

وَرُوِيَ عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ:

[١٤٥٣] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا يَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَسَّانِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا أَشْعَثُ السَّمَّانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ

---

(١) في (د)، (س): "فأنزل".
(٢) ذكر تتمة الآية في (د): {اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} سورة البقرة (آية: ١١٥).
(٣) أخرجه الدارقطني في السنن (٢/ ٦) من طريق أحمد بن عبيد الله به.
(٤) في (س): "سلمان".
(٥) في (د): "الباغدي".
(٦) في (س): "أبي".