للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باتت تنزي دلوها تنزياً

وقياسه: تنزية، ومن ذلك: مجيء مصدر فعل الصحيح على فعال بكسر الفاء مضعفا نحو: كذب كذابا، وعلى تفعال بفتح التاء مخففاً، إذا قصد الدلالة على الكثرة، نحو: طوف تطوافاً، وسير تسياراً. وقد ذكره الناظم رحمه الله مع غيره، فقال:

(ومن يصل بتفعال تفعل ... والفعال فعل فاحمده بما فعلا)

(وقد يجاء بتفعال لفعل في ... تكثير فعل كتسيار وقد جعلا)

(ما للثلاثي فعيلى مبالغة ... ومن تفاعل أيضاً قد يرى بدلا)

(وبالفعليلة افعلل قد جعلوا ... مستغنياً لا لزوماً فاغرف المثلا)

أي إن ما مضى من المصادر المقيسة قد يشركها غيرها، فيحفظ ذلك ولا يقاس عليه، فمن ذلك قولهم في تفعل: تفعالا، كتملق تملاقا، كما قد نبهنا عليه في موضعه، وفي فعل المضعف فعال، نحو: كذب كذابا. وإنما قال "يصل" لأن المصدر يوصل بفعله في تصريفه، وعلى هذا فصواب العبارة: ومن يصل تفعالا بتفعل فانعكس على الناظم. وكذا قالوا في مصدر فعل المضعف تفعال أيضاً للدلالة على الكثرة كطوف تطوافا، وقد نبهنا على ذلك قريبا. ومن ذلك أنه قد يجيء مصدر الثلاثي على فعيلى بكسر الفاء والعين المشددة للدلالة على المبالغة، كقولهم: خصه بالشيء خصيصى، وحثه على الأمر حثيثى، وربما جاء ذلك في مصدر تفاعل، وهو الخماسي المبدوء بالتاء، بدلاً عن مصدره، وهو التفاعل، كقولهم: ترامى اللوم رميا، بدل من تراميا. ومن ذلك قولهم في مصدر افعلل وهو السداسي المبدوء بالهمزة: فعليلة،

<<  <   >  >>