للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقوله: "مظلمة" بالرفع: إما بدل من فاعل شذ، أو خبر مبتدأ محذوف تقديره: وهي مظلمة، وما بعده معطوف بحذف العاطف، وقوله:

"معها من احسب" متعلق بقوله: "وزن مفعلة" وهو معطوف أيضاً على مظلمة، وكذا: موقعة، وحمل بضم الحاء؛ أي فهذه كلها قد حمل الرواة فيها عن العرب وجهين، فمن ذلك المصدر من ظلم يظلم، يقال فيه: مَظْلَمة ومَظْلِمة؛ بالفتح على القياس، والكسر شاذ، وقياس الظرف منه الكسر؛ لأن مضارعه يفعل بالكسر. وفي القاموس: المظلمة بكسر اللام: ما يظلمه الرجل، فجعلها مفعولاً به لا مصدرا، ومنه المصدر من طلع يطلع، قالوا فيه: المَطْلَع والمَطْلِع، والقياس فتح مصدره وظرفه معا؛ لأن مضارعه يفعل بالضم، قال بدر الدين: وإذا أريد المكان قيل المَطْلِع بالكسر لا غير. وهو يقتضي أن ظرفه مما شذ بالكسر منفردا، فيكون من الضرب الثاني، ولم يذكره الناظم، وفي القاموس: طلع مطلَعا ومطلِعا، وهما للموضع، انتهى. فنقل بوجهين في ظرفه أيضا، وإطلاق النظم يقتضيه. ومنه المكان من جمع يجمع قالوا: المجمَع والمجمِع، والقياس فتح مصدره وظرفه معا؛ لأن مضارعه يفعل بالفتح. ومنه المصدر من حمد يحمد كفرح يفرح، ومن ذم يذم كنصر ينصر، قالوا فيهما: المحمَدة والمحمِدة، والمذَمة والمذِمة، والقياس الفتح في مصدره وظرفه. ومنه المكان من نسك ينسك كنصر ينصر، بمعنى عبد. قالوا فيه: المنسَك والمنسِك، والقياس فتح مصدره وظرفه معا، ولهذا إذا أرادوا المصدر قالوا: المنسك بالفتح

<<  <   >  >>