وقوله:"فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار" لأنه مات عاصيا غير تائب, وذلك يستدعي ظاهر أن يكون من أهل النار.
وقوله في حديث عائشة:"فقد باء بإثمه" يحتمل أن يكون الضمير المجرور فيه للباييء, فيكون المعنى: أن المسلم خرج من الهجرة, ونفي من الوزر, وبقي الإثم الذي لم يرد السلام, ويحتمل أن يكون للمسلم, والمعنى: أنه ضم إثم هجران المسلم إلى إثم هجرانه, وباء بهما, لأن التهاجر يعد منه وبسببه.
...
١٢٦٥ - ٣٩١٦ - عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصدقة والصلاة؟ " قال: قلنا: بلى, قال:"إصلاح ذات البين, وإفساد ذات البين هي الحالقة" صحيح.
"وفي حديث أبي الدرداء: وفساد ذات البين هي الحالقة"
يريد بـ (ذات البين": الخصلة التي تكون وصلة بين القوم من قرابة ومودة ونحوهما.
و"الحالقة": المهلكة, يقال: حلق بعضهم بعضا, أي: قتل, مأخوذ من (حلق الشعر).