إحدى الكذبات المنسوبة إلى إبراهيم عليه السلام:{إني سقيم}[الصافات:٨٩] , وثانيها: قوله: {بل فعله كبيرهم هذا}[الأنبياء:٦٣] , وثالثها: قوله لسارة: هي أختي.
والحق أنها معاريض, ولكن لما كانت صورتها صورة الكذب سماها أكاذيب, واستنقص من نفسه لها, فإن من كان أعرف بالله وأقرب منه منزلة كان أعظم خطرا, وأشد خشية.
وعلى هذا القياس سائر ما أضيف إلى الأنبياء من الخطايا.
"وفيه: فأستأذن على ربي في داره"
يريد به: الجنة, وأضافها إلى الله تعالى للشرف والكرامة, وبالاستئذان عليه: أن يدخل مكانا لا يقف فيه داع إلا استجيب, ولا يقوم به سائل إلا أجيب, ولم يكن بين الواقف فيه وبين ربه حجاب.
وقوله:"فيحد لي حدا" أي: يبين لي في الشفاعة حدا لا أتخطاه, مثل أن يبين له أنه مرخص في الشفاعة مشفع فيما دون الكفر من المعاصي التي لم تكن من حقوق العباد, كالجنايات والمظالم, أو أن شفاعته مقبولة في حق كل موحد في قلبه أدنى إيمان دون غيره.