و (العلة): الضرة, مأخوذ من (العلل) , وهو: الشربة الثانية بعد الأولى, فكأن الزوج عل منها بعدما كان ناهلا من الأخرى.
و (أولاد العلات): أولاد الضرات من رجل واحد, والمعنى: أن حاصل أمر النبوة والغاية القصوى من البعثة التي بعثوا جميعا لأجلها = دعوة الخلق إلى معرفة الحق, وإرشادهم إلى ما به ينتظم معاشهم, ويحسن معادهم, فم متفقون في هذا الأصل, وإن اختلفوا في تفاريع الشرع التي هي كالوصلة المؤدية والأوعية الحافظة له, فعبرعما هو الأصل المشترك بين الكل بالأب, ونسبهم إليه, وعبرعما يختلفون فيه من الأحكام والشرائع المتفاوتة بالصورة المتقاربة في الغرض بالأمهات, وهو معنى قوله:"أمهاتهم شتى, ودينهم واحد" وأنه وإن تباينت أعصارهم, وتباعدت أيامهم, فالأصل الذي هو السبب في إخراجهم وإبرازهم كلا في عصره = أمر واحد, وهو الدين الحق الذي فطر الناس مستعدين لقبوله, متمكنين من الوقوف عليه, والتمسك به.
فعلى هذا المراد بالأمهات: الأزمنة التي اشتملت عليهم, وانكشفت عنهم.
ويحتمل تقرير هذه الأخوة من وجه آخر, وهو أن أرواح الأنبياء