انتهي به إلى سدرة المنتهى, وهي في السماء السادسة, إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها, وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها, قال: {إذ يغشى السدرة ما يغشى} , قال: فراش من ذهب, قال: فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا: أعطي الصلوات الخمس, وأعطي خواتيم سورة البقرة, وغفر لمن لا يشرك بالله من أمته شيئا المقحمات.
"وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه: لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهي به إلى سدرة المنتهى, وهي في السماء السادسة".
من المتعارف المشهور والمروي عن الجمهور: أن سدرة المنتهى في السماء السابعة, فلعل هذا غلط من بعض الرواة, ويدل عليه: أن الحديث روي عنه من طرق متعددة, ولم تذكر فيها السماء السادسة"
"وفيه: إذ قال: {يغشى السدرة ما يغشى} [النجم: ١٦] , قال: فراش من ذهب"
ذكر المفسرون في تفسير {ما يغشى} وجوها أخر, فقيل: يغشاها جم غفير من الملائكة, لقوله -عليه السلام-: "رأيت على كل ورقة من ورقاتها ملكا قائما يسبح الله"
وقيل: رفرف من طير خضر, وقد روي ذلك مرفوعا.
وفسر في هذا الحديث: بفراش من ذهب, وهو لا ينافي ذلك, لجواز أن يكون هذا أيضا مما غشيها, ولعله مثل ما يغشى الأنوار التي تنبعث منها وتتساقط على مواقعها بالفراش, وجعلها من الذهب