جبل , فالظاهر أنه حكاية رؤياه , ويدل عليه مقدمة الحديث على ما ساقه الطبراني , فإنه روي بإسناده عن معاذ: أنه قال: احتبس علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الغداة حتى كادت الشمس تطلع , فلما صلى الغداة قال:" إني صليت الليلة ما قضي لي , ووضعت جنبي في المسجد , فأتاني ربي في أحسن صورة ", وعلى هذا لم يكن فيه إشكال , إذ الرائي قد يرى غير المشكل مشكلا , والمشكل بغير شكله , ثم لم يعد ذلك بخلل في الرؤيا وخلل في خلد الرائي , بل له أسباب أخر تذكر في علم المنامات , ولولا تلك الأسباب لما افتقرت رؤيا الأنبياء – صلوات الله عليهم – إلى التعبير , وإن كان في اليقظة , وعليه ظاهر ما روى أحمد بن حنبل , فإن فيه:" فنعست في صلاتي حتى استيقظت , فإذا أنا بربي عز وجل في أحسن صورة " فلا بد من التأويل:
فأقول – وبالله التوفيق -: صورة الشيء ما يميز به الشيء عن غيره , سواء كان عين ذاته أو جزءه المميز , وكما يطلق ذلك في الجسم يطلق في المعاني , فيقال: صورة المسألة كذا وصورة الحال كذا , فصورته تعالى – والله أعلم -: ذاته المخصوصة المنزهة عن مماثلة ما عداه من الأشياء , كما قال تعالى:{ليس كمثله شيء}[الشورى: ١١][البالغة] إلى أقصى مراتب الكمال.