٤٥٦ – ١٦٢١ – وقال: " إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب, وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه, وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه, فإذا أجببته, كنت سمعه الذي يسمع به, وبصره الذي يبصر به, ويده التي يبطش بها, ورجله التي يمشي بها, وإن سألني لأعطينه, ولئن استعاذ بي لأعيذنه, وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن, يكره الموت, وأنا أكره مساءته, ولا بد له منه".
" وعن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب " الحديث.
أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى هي الفرائض التي افترضها عليه,, وناهيك بفضلها المعاتبة على تركها, والمعاقبة بالإخلال بها, وإن العبد لا يزال يتقرب إلى الله بأنواع الطاعات, وأضاف الرياضيات, ويترقى من مقام إلى آخر أعلى منه, حتى يحبه الله سبحانه, فيجعله مستغرقا بملاحظة جناب قدسه, بحيث ما لاحظ شيئا إلا لاحظ ربه, فما التفت لفت حاس ومحسوس, وصانع ومصنوع, وفاعل ومفعول, إلا رأى الله, وهو آخر درجات السالكين, وأول درجات الواصلين, فيكون بهذا الاعتبار سمعه وبصره.
وقيل: معناه: فأحفظ حواسه وجوارحه وأراقبها, حتى لا يستعملها