للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المتفرد بالعظمة والكبرياء بالنسبة إلى كل شيء من كل وجه, ولذلك لا يطلق على غيره إلا في معرض الذم.

وحظ العارف منه: أن يتكبر عن الركون إلى الشهوات, والسكون إلى الدنيا وزخارفها, فإن البهائم تساهمه فيها, بل عن كل ما يشغل سره عن الحق, ويستحقر كل شيء سوى الوصول إلى جناب القدس, من مستلذات الدنيا والآخرة.

(الخالق البارئ المصور)

قيل: إنها ألفاظ مترادفة, وهو وهم, فإن الخالق من الخلق, وأصله: التقدير المستقيم, يستعمل بمعنى الإبداع, وهو إيجاد الشيء من غير أصل, كقوله تعالى: {خلق السموات والأرض} [الشورى: ٢٩] , وبمعنى التكوين {خلق الإنسان من نطفة} [النحل: ٤] , وقوله: {وخلق الجان من مارج من نار} [الرحمن: ١٥].#

والبارئ: مأخوذ من البرء, وأصله: خلوص الشيء عن غيره, إما على سبيل التفصي منه, وعليه قولهم: برئ فلان من مرضه, والمديون من دينه, واستبرأت الجارية رحمها, وإما على سبيل الإنشاء منه, ومنه: برأ الله النسمة وهو البارئ لها.

وقيل: الباريء: هو الذي خلق الخلق بريئا من التفاوت والتنافر المخلين بالنظام الكامل, فهو أيضا مأخوذ من معنى التفصي.

<<  <  ج: ص:  >  >>