للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حدوثها, والبصر: إدراك المبصرات حال وجودها.

وقيل: إنهما في حقه تعالى صنفان تنكشف بهما المسموعات والمبصرات انكشافا تاما, ولا يلزم من افتقار هذين النوعين من الإدرك فينا إلى آلة افتقارهما إليها بالنسبة إلى الله تعالى, لأن صفات الله تعالى مخالفة لصفات المخلوقين بالذات, وإن كانت تشاركها فإنما تشاركها بالعوارض, وفي بعض اللوازم, ألا ترى أن صفاتنا أعراض عارضة معرضة للآفة والنقصان, وصفاته تعالى مقدسة عن ذلك.

وحظ العبد منهما: أن يتحقق أنه بمسمع من الله, ومرأى منه, فلا يستهين باطلاع الله تعالى عليه, ونظره إليه, ويراقب مجامع أحواله من مقاله وأفعاله.

(الحكم)

الحاكم الذي لا مرد لقضائه ولا معقب لحكمه, ومرجع الحكم إما إلى القول الفاصل بين الحق والباطل, والبر والفاجر, والمبين لكل نفس جزاء ما عملت من خير أو شر, وإما إلى المميز بين الشقي والسعيد بالعقاب والإثابة.

وقيل: أصله المنع, ومنه سميت حكمة اللجام: حكمة, فإنها تمنع الدابة عن الجماح, والعلوم حكما, لأنها تمنع صاحبها عن سمر الجهال.

وحظ العبد منه: أن يستسلم لحكمه, وينقاد لأمره, فإن لم يرض بقضائه اختيارا أمضي فيه إجبارا, ومن رضي به طوعا عاش راضيا مرضيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>