مخلصا من شوائب الكفر وما كانت من عاداتهم السيئة, مأمونا عن مصادمتهم ومصادفتهم فيه = عن له - عليه السلام - أن يحج.
قوله: " ثم ركب القصواء " (القصواء): ناقة كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم سميت بذلك, لأنها كانت مقطوعة طرف الأذن, يقال: ناقة قصواء, وشاة قصواء: إذا كانت مقطوعة الأذن, من: قصوت البعير والشاة أقصو قصوا: إذا قطعت طرف أذنه, وهو شاذ, لأن قياس (فعلاء) أن يكون من: فعل, ولذلك لم يقل: جمل أقصى, بل مقصو ومقصي, ونظيره في الشذوذ: (حسناء) من: حسن, يقال: امرأة حسناء, ولا يقال: (رجل أحسن) في النعت, وقيل: سميت بذلك لسبقها وإبعادها في السير.
وقوله:" لسنا نعرف العمرة " أي: ما قصدناها, ولم يكن في ذكرنا, أو لا نرى العمرة في أشهر الحج, استصحابا لما كان من معتقد أهل الجاهلية, فإنهم كانوا يرون العمرة محصورة في أشهر الحج, ويعتمرون بعد مضيها.
وقوله: " رمل ثلاثا" أي: أسرع في المشي.
وقوله: " حتى انصبت قدماه في الوادي " أي: انحدرت مجاز من قولهم: صب الماء فانصب.
وقوله: " ومشى حتى إذا صعدت قدماه " أي: أبعدت قدماه وذهبت, و (الإصعاد): الذهاب في الأرض والإبعاد فيها سواء كان في صعدة أو وهدة, كما قال تعالى: {إذ تصعدون ولا تلوون على