أحد} [آل عمران:١٥٣] , وارتفعت قدماه من بطن الوادي إلى المكان العالي, ويدل عليه إطلاقه في مقابلة الانصباب في بطن الوادي.
وقوله: " لو أني استقبلت ما استدبرت لم أسق الهدي وجعلتها عمرة, فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل, وليجعلها عمرة " معناه: لو علمت من أمري, أي: ما أمر الله وأوحى أول الأمر, ما علمت آخره لم أسق الهدي, حتى لا يلزمني إتمام الحج والصبر على الإحرام إلى أوان الذبح.
" وجعلتها " أي: الحجة عمرة كما أمرتكم به, موافقة لكم, ومساواة بكم, لما أراد أن يأمرهم بجعل الحج عمرة, والإحلال بأعمالها تأسيسا للتمتع, وتقريرا لجواز العمرة في أشهر الحج, وإماطة لم ألفوا من التحرج عنها = قد قدم العذر في استمراره على ما أهل به, وتركه موافقتهم في الإحلال, تطييبا لقلوبهم, وإظهارا لرغبة في موافقتهم, وإزاحة لما عراهم من الفظاظة وكراهة المخالفة.
واختلف في جواز الحج إلى العمرة, الأكثرون منعوه, فمنهم من أنكر أن إحرامهم كان بالحج معينا, قال: كان إحرامهم مبهما موقوفا على انتظار القضاء, فأمرهم أن يجعلوه عمرة, ويحرموا بالحج بعد التحلل منها.
ومنهم من قال: كان إحرامهم بالحج, فأمروا بالفسخ, ولكن كان ذلك من خاصية تلك السنة, لأن المقصود منه كان صرفهم عن سنن الجاهلية, وتمكين جواز العمرة في أشهر الحج في نفوسهم,