ويحتمل أن يكون عاما, والمراد هو الزجر عن هذه الخصال على آكد وجه وأبلغه, لأنه
بين أن هذه الأمور طلائع النفاق وأعلامه, وقد تمكن في العقول السليمة أن النفاق أقبح
القبائح, فإنه كفر مموه باستهزاء وخداع مع رب الأرباب وعالم الأسرار, ولذلك بالغ
سبحانه في شأنهم, ونعى عليهم بالخصال الشنيعة, ومثلهم بالأعمال الفظيعة, وجعلهم
شر الكفار, و‘د لهم الدرك الأسفل من النار, فيعلم من ذلك أن هذه الأشياء أولى
الأمور وأحقها بأن يهاجر عنها, ولا يؤتى مراتعها, فإن من رتع حول حمى النفاق يوشك
أن يقع فيه.
ويحتمل أن يكون المراد بالمنافق: المنافق العرفي لا الشرعي, ويشهد له قوله عليه السلام:"
ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها ".
و" النفاق ": مأخوذ من النفق, وهو السرب الذي يكون له طريقان, والنافقاء: الباب
الذي يخرج منه اليربوع.
و (الفجور) في اللغة: الميل, وفي الشرع: الميل عن القصد والعدول عن الحق, والمراد
به ها هنا: الشتم والرمي بالأشياء القبيحة والبهتان.
...
من الحسان:
٢٦ – ٤١ – عن صفوان بن عسال - رضي الله عنه - قال: قال يهودي لصاحبه: