و (الحمى): هو المرعى الذي حماه الإمام ومنع من أن يرعى فيه, شبه المحارم من حيث إنها ممنوع التبسط فيها, والتخطي لحدودها, والواجب التجنب من جوانبها وأطرافها بحمى السلطان, فكما يحتاط الراعي ويتحرز عن مقاربة الحمى حذرا عن أن تتخطاه ماشيته, فيتعرض لسخط السلطان, ويستوجب تأديبه, ينبغي أن يتورع المكلف عن الشبهات, ويتحنب عن مفارقتها, كيلا يقع في المحارم, ويستحق به السخط العظيم والعذاب الأليم.
ولما كان التورع والتهتك مما يتبع ميلان القلب إلى الصلاح والفجور نبه على ذلك بقوله:" ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله " ليقبل المكلف عليه فيصلحه, ويمنعه عن الانهماك في الشهوات والإسراع إلى تحصيل المشتبهات, حتى لا يبادر إلى الشبهات, ولا يستعمل جوارحه في اقتراف المحرمات.