للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كان زيد بن حارثة أبيض اللون, وجاء أسامة أسود اللون, فتعرض له المنافقون بالطعن في نسبه, ويتكلمون فيه بما يتأذى منه الرسول صلوات الله عليه, فلما سمع قول مجززا فيهما, فرح به, وسري عنه.

وذلك يدل على اعتبار قول القائف في الأنساب, وأن له مدخلا في إثباتها, وإلا لما استبشر به, ولأنكر عليه, إذ لا يجوز أن يقال رجما بالغيب ما يحتمل أن يوافق الحق في بعض الصور وفاقا, وخصوصا ما يكون صوابه غير معتبر, وخطؤه قذف محصنة, ولا الاستدلال بما ليس بدليل, وإليه ذهب عمر وابن عباس وأنس بن مالك, وغيرهم من الصحابة.

وبه قال عطاء ومالك والأوزاعي والشافعي وأحمد, وعامة أهل الحديث.

وقالوا: إذا ادعى رجلان أو أكثر نسب مواود مجهول النسب, ولم يكن لهم بينة, واشتركوا في وطء امرأة بالشبهة, فأتت بولد يمكن أن يكون من كل واحد منهم, وتنازعوا فيه, حكم القائف, فبأيهم ألحقه لحقه.

ولم يعتبره أصحاب الرأي, بل قالوا: يلحق الولد بهم جميعا, وقال أبو يوسف: يلحق برجلين وثلاثة, ولا يلحق بأكثر, ولا بامرأتين, وقال أبو حنيفة: يلحق بهما أيضا, وكل ذلك مكابرة للعقل.

<<  <  ج: ص:  >  >>