للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَحِيْنَئِذٍ فَلَا مُنَافَاةَ بَيْنَ الْأَحَادِيْثِ.

فَإِنَّهُ إِذَا قَالَهَا بِإِخْلَاصٍ وَيَقِيْنٍ تَامٍّ، لَمْ يَكُنْ فِي هَذِهِ الحَالُ مُصِرَّاً عَلَى ذَنْبٍ أَصْلَاً. انْتَهَى مُلَخَّصَاً مِنْ كَلَامِهِ - رحمه الله -. (١)


(١) النص منقولٌ من «فتح المجيد»، وفي النقل سقط، من المناسب إكماله هنا، وهو قبل قوله (انتهى ملخصاً من كلامه)، قال:
فإن كمال إخلاصه ويقينه يوجب أن يكون الله أحبَّ إليه من كل شيء، فإذن لا يبقى في قلبه إرادةٌ لما حرم الله، ولا كراهة لما أمر الله.
وهذا هو الذي يحرُم على النار وإن كانت له ذنوب قبل ذلك، فإن هذا الإيمان وهذا الإخلاص، وهذه التوبة، وهذه المحبة، وهذا اليقين، لا تترك له ذنباً إلا مُحِيَ عنه كما يمحو الليلُ النهارَ، فإذا قالها على وجه الكمال المانع من الشرك الأكبر والأصغر، فهذا غيرُ مصِرٍّ على ذنب أصلاً، فيُغفَر له ويحرُم على النار.
وإن قالها على وجه خلص به من الشرك الأكبر دون الأصغر، ولم يأتِ بعدها بما يناقض ذلك، فهذه الحسنة لا يقاومها شيءٌ من السيئات؛ فيرجح بها ميزان الحسنات، كما في حديث البطاقة، فيحرم على النار، ولكن تنقص درجته في الجنة بقدر ذنوبه.
وهذا بخلاف من رجحت سيئاته بحسناته ومات مُصِرَّاً على ذلك، فإنه يستوجب النار وإن قال لا إله إلا الله وخلص بها من الشرك الأكبر، لكنه لم يمت على ذلك، بل أتى بعد ذلك بسيئات رجحت على حسنة توحيده، فإنه في حال قولها كان مخلصاً لكنه أتى بذنوب أوهنت ذلك التوحيد والإخلاص فأضعفته، وقويت نارُ الذنوب حتى أحرقت =

<<  <   >  >>