وقال ابن قدامة - رحمه الله - في «تحريم النظر في كتب الكلام» (ص ٣٦): [وَلَا خلاف بَين أهل النقل سنيهم وبدعيهم فِي أَن مذْهَب السلف - رضي الله عنهم - فِي صفات الله - سبحانه وتعالى - الْإِقْرَار بهَا والإمرار لها وَالتسليم لقائلها وَترك التعرُّض لتفسيرها بذلك جَاءَت الْأَخْبَار عَنْهُم مجملة ومفصلة فَروِيَ عَن مَالك بن أنس وَالْأَوْزَاعِيّ وسُفْيَان الثَّوْريّ وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وَمعمر بن رَاشد فِي الْأَحَادِيث فِي الصِّفَات أمروها كَمَا جَاءَت. وَقَالَ أَبُو عمر بن عبد الْبر فِي كتاب الْعلم مَا جَاءَ عَن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - من نقل الثِّقَات وَصَحَّ عَن الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم فَهُوَ علم يدان بِهِ وَمَا أحدث بعدهمْ وَلم يكن لَهُ أصل فِي مَا جَاءَ عَنْهُم فَهُوَ بِدعَة وضلالة وَمَا جَاءَ فِي أَسمَاء الله وَصِفَاته عَنْهُم نسلم لَهُ وَلم نناظر كَمَا لم يناظروا وَرَوَاهَا السّلف وسكتوا عَنْهَا وَكَانُوا أعمق النَّاس علما وأوسعهم فهما وَأَقلهمْ تكلفا وَلم يكن سكوتهم عَن عي، فَمن لم يَسعهُ مَا وسعهم فقد خَابَ وخسر. وروى مُحَمَّد بن الْحسن صَاحب أبي حنيفَة أَنه أجمع أهل الْعلم فِي الْمشرق وَالْمغْرب على أَن هَذِه الْأَحَادِيث الَّتِي جَاءَت فِي الصِّفَات لَا تفسَّر أَو كَمَا قَالَ. وَقَالَ حنبلي سَأَلت أَبَا عبد الله أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل رَضِي الله عَنهُ عَن هَذِه الْأَحَادِيث الَّتِي تروي أَن الله - تبارك وتعالى - يرى وَأَنه ينزل إِلَى سَمَاء الدُّنْيَا وَأَنه يضع قدمه وَمَا أشبه ذَلِك فَقَالَ أَبُو ... عبد الله رَضِي الله عَنهُ نؤمن بهَا ونصدق بهَا وَلَا نرد مِنْهَا شَيْئا إِذا كَانَت بأسانيد صِحَاح وَلَا نرد على الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - قَوْله ونعلم أَن مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - حق =