للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حجر العسقلاني جميع مجلس البطاقة سنة سبع وثمانين، وسمع على الأول بقراءة أبيه ثلاثيات البخاري، وعلى الثاني ثلاثيات الدارمي، ثم لما عاد والده إلى حلب متوليًا قضاء الحنابلة ناب عنه فيه وسنه دون العشرين سنة، فلما توفي والده أوائل سنة تسعمائة استقل بالقضاء بعده، وبقي في الوظيفة إلى أن انصرمت دولة الجراكسة، وكان آخر قاض حنبلي بها بحلب، ثم ذهب بعد ذلك إلى دمشق، وبقي بها مدة، ثم استوطن مصر، وولي بها نيابة قضاة الحنابلة بالصالحية النجمية وبغيرها، وحج منها وجاور ثم عاد إلى حكمه، وكان لطيف المعاشرة، حسن المحاضرة، دقيق النادرة، حسن الملتقي، حلو العبارة، جميل المذاكرة، يتلو القرآن العظيم بصوت حسن ونغمة طيبة. توفي بمصر القاهرة سنة تسع بتقديم التاء وخمسين وتسعمائة، ودفن بها.

وترجمه الحافظ النجم الغزي العامري قدس سره وتبعه الشيخ عبد الحي العكري في الشذرات رحمهم الله تعالى.

الشيخ نجم الدين محد الماتاني (١١)

محمد الشيخ الفقيه نجم الدين الدمشقي الصالحي الشهير بالماتاني، كان [٢٩ - ب] فقيهًا محدثًا إمامًا جليلًا آخذًا بحُجَز الكمالات الدينية، أخذ الحديث عن الشيخ المسند أبي الفتح المزِّي وغيره، وتفقه على فقهاء دمشق من الحنابلة. وكان ينسخ بخطه كثيرًا، وكتب نسخًا كثيرة من (الإقناع) في الفقه. بخطه المضبوط القبول.

وتوفي في حدود سنة ستين وتسعمائة. وترجمه الحافظ النجم الغزي العامري في الكواكب، والعكري في الشذرات.


(١١) شذرات الذهب ٨/ ٣٢٧، ولم نقع له على ترجمة في الكواكب السائرة.

<<  <   >  >>