وكان إمامًا علّامة يغلب عليه علم الحديث والفقه، وله يد في غيرهما كالتفسير والتصوف والنحو والتصريف والمعاني والبيان وغير ذلك من أنواع العلوم، ثم أخذ في قراءة العلوم وإقرائها حتى حظي بالشيء الكثير ودرس وأفتى. [١٦ آ] وأجمعت الأمة على تقدمه وإمامته، وأطبقت الأئمة على فضله وجلالته.
[مطلب في أسماء مؤلفات المترجم مولانا يوسف بن عبد الهادي رحمه الله]
وله من التصانيف ما يزيد على أربعمائة مصنف، وغالبها في علم الحديث والسنن، فمنها (كتاب التبيين في طبقات المحدثين المتقدمين والمتأخرين) في سبع مجلدات، و (الرياض اليانعة في أعيان المائة التاسعة)، و (مغني ذوي الأفهام عن الكتب الكثيرة في الأحكام)، وهو كتاب جليل احتوى على مهمات مسائل الدين في المذاهب الأربعة، وقد رأيت بخط مؤلفه صاحب الترجمة على ظهر هذا الكتاب هذين البيتين وهما:
هذا كتابٌ قد سَمَا في حَصْرِهِ … أوراقُهُ من لطفه متعددِّهْ
جمعَ العلومَ بلطفِهِ فبجمعِهِ … يغنيكَ عن عشرينَ ألفِ مُجلَّدهْ
ولابن قاضي أذرعات مقرظًا لهذا الكتاب المزبور:
يا كِتابًا أزرى بكلِّ كتابٍ … هو في الأرض لوحنُا المحفُوظُ