للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البرهان إبراهيم النجدي (٢٥)

إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان بن أبي يوسف النجدي الأصل والشهرة الأشيقري نسبة إلى بلدة من بلاد نجد، نزيل دمشق، الشيخ الفاضل الفقيه المحصل اللبيب الصالح الناسك المتقشف الفرضي بقية السلف الصالح أبو إسحق برهان الدين، ولد في بلدة أشيقر بالتصغير في منتصف جمادى الآخرة سنة ست وأربعين ومائة وألف، وقرأ القرآن العظيم على الشمس محمد بن أحمد بن سيف وأحمد بن سليمان النجديين، وأخذ بعد ذلك في طلب العلم؛ فقرأ في مبادئ الفقه كدليل الطالب على خاله الشيخ عثمان بن عبد الله، وحج من بلادهم ثلاث مرار، وفي المرة الأخيرة قدم دمشق صُحبة الركب الشاميّ فدخلها في صفر سنة إحدى وثمانين ومائة وألف واستقام بها لطلب العلم، فأخذ الفقه وأصوله عن شيخينا الشهاب أحمد بن عبد الله البعلي والمصلح محمد بن مصطفى اللبدي، وأخذ العربية عن شيخنا القطب عمر بن عبد الجليل البغدادي نزيل دمشق والشهاب أحمد بن عبيد الله العطار وحضره في الصحيحين بين العشائين، وعن المحيوي عبد القادر بن محيي الدين الكيال، وأخذ الفرائض عن البرهان إبراهيم بن علي الكردي، وحضر دروس المحقق شيخنا علاء الدين علي بن صادق الطاغستاني.

ونبل قدره وعلا ذكره، ودرّس في الجامع المعمور الأموي بعد وفاة شيوخنا، وأقبلت عليه الحنابلة وانتفعوا به، وصار مرجعًا في مسائل المذهب ودقائقه، وتزوج في آخر عمره وصار له عدة أولاد، وكان فقيرًا صابرًا، عليه سيما العلم والعمل والصلاح والتقوى، وكنت كثيرًا ما أراجعه في مسائل تشكل


(٢٥) انظر مختصر طبقات الحنابلة ١٣٦.

<<  <   >  >>