للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بذلك فقه الإمام أحمد من مصر، وسمعت هذا القول مرارا من شيخنا الشيخ شهاب الدين الرملي، وما سمعته قط يستغيب أحدًا من أقرانه ولا غيرهم، ولا حسد أحدًا على شيء من أمور الدنيا، ولا تزاحم عليها، وولي القضاء بسؤال جميع أهل مصر فأشار عليه بعض العلماء بالولاية وقال: يتعين عليك ذلك فأجاب مصلحة للمسلمين، وما رأيت أحدًا أحلى منطقًا منه ولا أكثر أدبًا مع جليسه حتى يود أنه لا يفارقه ليلًا ولا نهارًا وبالجملة فأوصافه الجميلة تجل عن تصنيفي فأسأل الله تعال أن يزيده من فضله علمًا وعملًا وورعًا إلى أن يلقاه وهو عنه راضٍ آمين اللهم آمين انتهى.

وتوفي في حدود السبعين وتسعمائة كذا قاله الشيخ عبد الحي العكري في الشذرات [٣٢ - ب]

شمس الدين الفارضي (٣)

محمد الشيخ الإمام العلَّامة شمس الدين القاهري المعروف بالفارضي الشاعر المشهور، الذي لم تسمح بمثله الدهور، شيخ أهل الأدب ومن أتته الرقة والرشاقة في شعره، ينسلون إليه من كلّ حدب، مركز الفصاحة والبلاغة وأحد الأفراد في جودة السبك للمعاني والصياغة، فهو في هذا الشأن المضاهي لقسّ وسحبان، والشار إليه بالبنان ترجمه الحافظ العارف نجم الدين الغزي في الكواكب فقال: أخذ عن جماعة من عماء مصر واجتمع بشيخ الإسلام الوالد


(٣) ترجمته في الكواكب السائرة ٣/ ٨٣، وشذرات الذهب ٨/ ٣٩٣. ومختصر طبقات الحنابلة ٨٨.

<<  <   >  >>