للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا تغلغل فكرُ المرءِ في طرَفٍ … من مجدِهِ غَرقَتْ فيهِ خواطُرهُ

فهو عبابٌ لا تكدره الدلاءُ، وسحاب تتقاصر عنه الأنواءُ. كادت دعوته تخرق السبع الطباق، وتفترق بركاته فتملأ الآفاق. وإني أضعُهُ وهو يقينًا فوق ما وصفته، وناطق بما كتبته، وغالب ظني أنّي ما أنصفته كما قيل:

وما عليَّ إذا ما قلْتُ مُعْتَقَديِ … دعِ الجهولَ فظنّ الجهل عُدوانا

واللهِ واللهِ واللهِ العظيمِ ومن … أقامه حجةً لله برهانا

إنّ الذي قلتُ بعضٌ من مناقبه … ما زدت إلا لعلي زدت نقصانا

وأما كتبه ومصنفاته فالبحار الزواخر التي جواهرها لكثرتها لا يعرف لها أول من آخر، وما وضع الواضعون مثلها، وإنما خصّ الله تعالى بمعرفة قدرها أهلها، فمن خواصّ كتبه أنه من لازم على مطالعتها والنظر فيها انشرح صدره لحلّ المشكلات وفك المعضلات والحمد لله وحده.

وفيه فوائد عظيمة وخيرات عميمة أعرضنا عن استقصائها خوف الإطالة وخشية الملالة.

واستمر على ما ذكرناه من الإفادة والعبادة إلى أن توفاه الله تعالى.

انتهى كلام البدر البوريني بحروفه.

محمد أبو الفتح الأُسطواني (١٩)

محمد بن حسين بن سليمان، الشيخ الهمام النبيل أبو الفتح الدمشقي الشهير بالأسطواني، رئيس السادة المؤذنين بالجامع الشريف الأموي. ترجمه الحافظ النجم الغزي في الكواكب فقال: كان من خيار الناس، وأخبرني الشيخ عبد


(١٩) أنظر ترجمته في الكواكب ٣/ ٥٦.

<<  <   >  >>