للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالعلوم الدينية لا يتردد إلى أحد من أرباب الدول، قانعًا باليسير من الرزق متقيدًا بصلاة المجاعة في الصف الأول بالأزهر في الأوقات الخمسة، قليل الكلام حسن السيرة جامعًا لصفات الكمال ليس فيه شيء يشينه في آخرته ودنياه، حكى عنه ولده الشيخ عبد الله أنه رآى الحق سبحانه وتعالى [في النوم] (٢٢) ثلاث مرات أولها رأى الملائكة [وهم] ذاهبون به إلى النار فإذا بمناد من قبل الحق سبحانه: ليس من أهلها اذهبوا به إلى الجنة فقام فرآى نفسه في جامع الأزهر.

وكانت وفاته ليلة رابع عشر صفر الخير سنة إحدى وتسعين وألف ودفن [٦٥ - أ] بتربة الطويل بالمجاورين بقرب تربة عمه الشيخ مرعي رحمه الله تعالى.

عيسى الكنّاني (٢٣)

عيسى بن محمود بن محمد بن محمد بن كنّان بتشديد النون، الصالحي الدمشقي الخلوتي، خليفة الأستاذ الهمام السيد محمد بن محمود العباسي روّح الله تعالى روحَه، كان من صلحاء الزمان وفضلائه ورعًا عابدًا زاهدًا في الدنيا قانعًا بما قدر الله له ساكنًا، عليه سما الصلاح. ولد بصالحية دمشق وبها نشأ، ولما بلغ سبع سنين من عمره حفظ القرآن العظيم، ثم لما بلغ العشر سافر مع والده إلى مصر وعاد إلى دمشق، ثم سافر إليها ثانيًا وحده وطلب العلم على مشايخ أجلاء، منهم الشيخ مرعي البهوتي الغزي والنور علي الشبراملسي والشيخ محمد بن أحمد الخلوتي والشمس البابلي والشهاب أحمد الشوبري والشيخ سلطان المزاحي وغيرهم، وكان مغرمًا بزيارة الأولياء والصالحين سيما الإمام


(٢٢) الزيادة من خلاصة الأثر.
(٢٣) انظر ترجمته في خلاصة الأثر ٣/ ٢٤٣.

<<  <   >  >>