للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المتعلمين. والأطفال عنده في غاية من الضبط والصيانة وأحواله معهم مبنيّة على التشديد بحيث إنهم يخافونه كالخوف من الله عز وجل.

ولم يزل على طريقته إلي أن تمرض أيامًا قلائل، وتوفي ليلة الثلاثاء ثالث عشري رجب الحرام من شهور سنة تسع وتسعين ومائة وألف بتقديم التاء فيهما، وصُليّ عليه عقب صلاة الظهر في الجامع الشريف الأموي وحمل نعشه بمشهد عظيم حافل بالناس ودفن بمرج الدحداح في التربة الكبرى رحمه الله تعالي.

[الشريف صلاح الدين البيتماني]

حسن بن محمد بن [] (٥٦) الشهير بالبيتماني الدمشقي، الشيخ الصالح الشريف الهمام العابد الناسك الصوام القوام الخيّر الدين صاحبنا أبو الهدى صلاح الدين، كان مولده سنة ستين ومائة وألف بدمشق ونشأ بها، وتلا القرآن العظيم. [] (٥٧) وطلب العلم؛ فقرأ في الفقه والعربية على شيخنا الشهاب أحمد بن عبد الله البعلي وحضر دروسه، والحديث عن الشيخ المعمّر بقية السلف شيخنا علاء الدين علي بن محمد السليمي الصالحي وحضر دروسه التفسيرية وعن ابن خال والدنا الضياء عبد الغني بن إسماعيل ابن جد والدي لأمه العارف بالله الشيخ عبد الغني النابلسي وغيرهم، وأخذ الطريقة الشاذلية والخلوتية عن شيخنا تقي الدين أبي شعر محمد بن عبد الله الحنبلي الصوفي ولزمه الملازمة الكلية وصار أحد خواصّ أتباعه. وكتب بخطه ما لا يحصى من كتب التصوف، وأوراد شيخه التقي المذكور. وكان طويل القامة نيّر الوجه بشوشًا متواضعًا يظهر سيماء الصلاح في وجهه ويبدو كوكب النور على شمائله. وكان


(٥٦) فراغ في الأصل بمقدار ثلاث كلمات.
(٥٧) فراغ في الأصل أربع كلمات.

<<  <   >  >>