للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وترجمته، رئيس المؤذنين بالجامع الشريف الأموي. كان لطيف الذات بشوشًا مزّاحًا وكان حسن الصوت داخلًا، وكان يلف العمائم لأصحابه وإخوانه حُسبة، وكان يعطي كل واحدٍ قيافته في عمامته، وكان قد انقطع لخدمة الشيخ المربي الشيخ محمد ابن الشيخ سعد الدين الجباوي، وكان أمثل جماعته، يقف هو وأخوه الشيخ أمين الدين والشيخ قطب الدين بن كمال الدين بن سلطان في وجوه الناس إذا وردوا عليه للسلام عليه في الأعياد وغيرها من المهمات، وكان الشيخ محمّد متجملًا بهم، وكانت صحبتهم له من تمام حظه وحسن بخته، وسافروا معه إلى الحج وزيارة بيت المقدس، وإلى حلب لما ذهب إلى الوزير مراد باشا في الشكاية على ابن معن لمداخلته لابن جان بلاط في حركته، وكان الشيخ عبد الرحيم أعني صاحب الترجمة أمثل رؤساء المؤذنين، وللناس عليه إقبالٌ تام، محببًا إليهم موجّبًا عندهم.

توفي بعلة البطن شهيدًا في أواخر نهار الجمعة ختام ذي القعدة الحرام سنة اثنتين وعشرين بعد الألف، ودفن يوم السبت بعده على أبيه بتربة الغرباء شرقي الطريق الفاصل بين التربتين بباب الفراديس انتهى ما ذكره الحافظ النجم الغزي في (ذيل الكواكب) رحمه الله تعالى.

[ذكر من لم تؤرخ وفاته من أهل هذه الطبقة محمد النجدي الفرضي]

محمد بن [] (٣٦) النجدي الأصل والشهرة الدمشقي الصالحي الشيخ الإمام الفرضي الحيسوب، خاتمة من قسم فريضة، البركة الفاضل الهمام، أخذ عن الشيخ شرف الدين موسى الحجاوي وغيره، وأخذ عنه جماعة منهم الشيخ علاء


(٣٦) بياض في الأصل بمقدار كلمات.

<<  <   >  >>