الصالح المبارك التقي أبو الرضي زين الدين. ولد بصالحية دمشق ونشأ بها وقرأ بعض المقدمات علي شيوخها، ثم رحل إلا مصر لأجل الطلب، وأخذ عن المتصدرين بها من العلماء وبرع وفضل وساد ودرس وأقبلت عليه الطلبة، وتولى مشيخة رواق الحنابلة بمصر في الجامع الأزهر الأنور وعكفت عليه الطلبة وانتفعوا به، ثم رحل إلى دار السلطنة العلية قسطنطينية المحمية فدخلها، وكان إذ ذاك الطاعون ملمًا بها ففاجأه الحِمامُ فتوفي بها مطعونًا شهيدًا في جمادى الثانية سنة اثنتين وتسعين ومائة وألف بتقديم التاء في تسعين، ودفن بتربة باب أدرنة رحمه الله تعالي ورحم جميع أموات المسلمين.
[الشيخ محيى الدين الضميري]
مصطفى بن محمد بن يوسف بن بكر الضميري المولد والسكنى والوفاة والشهرة، الشيخ الفاضل الفقيه الفرضي الهمام الصالح الحيسوب أبو الصفا محيى الدين. كان مولده بقرية ضَميْر تصغير ضمير قرية من قرى دمشق قبل العشرين ومائة وألف ونشأ بها، ثم قدم دمشق وأخذ بها عن جملة من الأئمة الأعلام كأبي التقى محيي الدين عبد القادر بن عمر التغلبي الشيباني وشيخه أبي المواهب محمد بن عبد الباقي الحنبلي وأبي العز مصطفى بن عبد الحق اللبدي وطبقتهم، وأخذ الحديث والآلات عن كل من جدّ والدي لأمه العارف الشيخ عبد الغني بن اسماعيل النابلسي الحنفي وابن عمنا شيخ الإسلام الشبهاب أحمد بن عبد الكريم الغزي العامري مفتي الشافعية بدمشق وجدّ صاحب الترجمة واجتهد وصار له الفضل التام في الفقه والفرائض والحساب، ثم ارتحل لقريته المذكورة من دمشق وجلس بها وانتفع به أهلها وصار يفتي بها على مذهب سيدنا الإمام المبجل أحمد بن حنبل وانتفع به الناس، وكان ملازمًا للديانة والورع في جميع