للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إليه، فلما كان بعد يسير امتحن بمحنة؛ وهي أن اللصوص دخلوا عليه بيته وأمسكوا بلحيته وأرادوا قتله وأخذوا أسبابه (١٥) فكان يحكي ذلك لشيخنا القاضي محب الدين الحموي وأنا حاضر لا أتوجع له بل أذكر الله تعالى على وجه [٤١ - آ] التعجب من صنعه فيهن خرج عن أمره، وكان الشويكي ذكيًا ففطن لما قصدته من تذكيره بأنّ ذلك عقوبة رده الطلاق الثلاث، فقال وأقبل عليَّ: يا مولانا الشيخ نحن نستحق أكثر من ذلك لذنوبنا وجرأتنا: أو ما هذا معناه، فقلت له: يا قاضي الحمد لله الذي أيقظكم لمثل ذلك، ثم قام من المجلس فقال لي شيخنا: سبحان الله فهم القاضي الشويكي ما أشرت إليه فقلت: يا مولانا هذا مغالطة منه فقال: نعم، وقد بلغني أنّ شيخه الشيخ موسى دعا عليه وإنّ ما كان فيه بدعائه، انتهى. وأقول: هذه القصة لا تحط من مقدار هذا الإمام وما زالت الأشراف تهجى وتمدح والابتلاء والعقوبة في الدنيا يدلّان على حسن الحال في الآخرة. وقد تقدم في الطبقة الثانية ترجمة جد صاحب الترجمة (١٦) وأخذ عنه جملة من الأفاضل.

القاضي أكمل الدين ابن مفلح (١٧)

محمد أكمل الدين بن إبراهيم بن عمر بن إبراهيم بن محمد أكمل الدين بن عبد الله شرف الدين بن محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج الشيخ الإمام العالم البارع المؤرخ المسند الفقيه الشهير بالقاضي أكمل بن مفلح الراميني المقدسي


(١٥) لعلها ثيابه وهو أقرب لما ورد فيما سبق.
(١٦) لعل جدّه الذي تقدمت ترجمته ص ١٠٥.
(١٧) انظر ترجمته في خلاصة الأثر ٣/ ٣١٤ والجواهر والدرر الورقة ٥٤ ومختصر طبقات الحنابلة: ٩٣ الأعلام ٦/ ١٩٣.

<<  <   >  >>