للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى الجامع وسأل كيف حال الشيخ أحمد؟ فقالوا: هو على حاله فقال احملوني لأعوده فحملوه يتهادى بين اثنين، فجلس عند رأسي ولم أقدر أن أجلس له فقال: قم لا بأس عليك، ثم قال: أرسلت أخبرك مع إخوانك بالخلافة، وقد جئت إليك بنفسي أنت خليفتي بعدي فعليك بالطريق، وإن أبيت أوقفك عليه بين يدي الله تعالى أتلفت عليك إحدى وعشرين سنة من أجل هذا، فبكيت وبكى وكان إخواننا جميعًا حاضرين، ثم قال لي: ما رأيت؟ فأردت أن أكتمه واقعتي فزجرني وقال: قل الصدق فقلت الواقعة المذكورة، فقال: إي والله هي صافية وهي البكر المخدرة التي لا تليق إلا بك وقد زوجتك إيّاها، جعلها الله مباركة، وقرأ لي الفاتحة وانصرف من عندي، فما مكثنا إلا قليلًا حتى مات هذا ما قاله في ترجمة نفسه، قلت: وبعد وفاة شيخه صار خليفة من بعده، وبايعه خلق كثير واشتهر أمره وعلا ذكره وبالجملة فإنه كان من خيار الناس.

وكانت وفاته في سنة ست وثمانين وألف، ودفن بمقبرة الفراديس رحمه الله تعالى انتهى كلام الأمين.

محمد الخلوتي (٨)

محمد بن أحمد بن علي البهوتي الشهير بالخلوتي، المصري القاهري ابن أخت العلامة منصور البهوتي العالم العلم الإمام الفقيه النحرير إمام المنقول والمعقول، مخرّج الفروع على الأصول المفتي والمدرس بمصر القاهرة المحرر المحقق المدقق،


(٨) انظر ترجمته في خلاصة الأثر ٣/ ٣٩٠، ومختصر طبقات الحنابلة ١١٢، فهرس دار الكتب ٥/ ١٣٠، الأعلام ٦/ ٢٣٩، إيضاح المكنون ١/ ٢٥٣، ٢/ ٤٠١، هدية العارفين ٢/ ١٩٦، معجم المؤلفين ٨/ ٢٩٤.

<<  <   >  >>