للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وثمانمائة، وحفظ القرآن العظيم و (مختصر الخرقي)، واشتغل بالعلم، ثم تصوف ولبس الخرقة من جماعة منهم والده، والعلامة أبو العزم المقدسي نزيل القاهرة، والشيخ أبو الفتح الإسكندري، ولازمه كثيرًا وانتفع به وأخذ عنه الحديث وقرأ عليه (الترغيب والترهيب) للحافظ المنذري كاملًا، وقرأ عليه غير ذلك، وسمع منه وعليه أشياء كثيرة وناب في الحكم عن قاضي القضاة نجم الدين عمر بن مفلح وكانت سيرته حسنة وسكن آخرًا بالصالحية بالسهم الأعلى (٣٠) وبنى بها زاوية وحمامًا ومسكنًا، وكان من كبار العارفين بالله تعالى، ومن وجوه الصوفية.

وكانت وفاته ليلة الخميس رابع عشر المحرم سنة عشر وتسعمائة، وصلي عليه بالجامع المظفري بجمع حافل بالعلماء والقضاة والرؤساء والعامة وحمل على الأصابع، ودفن بسفح قاسيون عند صُفّة الدعاء. قدس الله روحه، وأعاد علينا من بركاته.

وترجمه الحافظ النجم الغزي العامري، والشيخ عبد الحي العكري، رحمهما الله تعالى، وذكره الشيخ محيى الدين النعيمي في تاريخه.

بهاء الدين محمد بن قدامة المقدسي (٣١)

محمد بن محمد، العلامة قاضي القضاة بهاء الدين بن عز الدين بن قدامة المقدسي الصالحي ثم المصري، الشيخ الجليل العالم الكامل النبيل.


(٣٠) السهم الأعلى: من متنزهات الغوطة وهو بأرض الصالحية وقد أورده الراعي بالتثنية (السمان) [غوطة دمشق ٧٦ - ٧٧]، وذكر الأمير جعفر الحسني في الدارس الجزء الأول حاشية ص ١٣٢ أنه بالصالحية بين نهري يزيد وثورى شرقي الجسر الأبيض.
(٣١) ترجمته في متعة الأذهان ورقة ٩٩. والكواكب السائرة ١/ ١٩، وشذرات الذهب ٨/ ٤٨.

<<  <   >  >>