للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الاستقراض، وكانت تغلب عليه الحدّة، ودخل الهند وأقام بها مدة مديدة، ثم رجع إلى وطنه مكّة سنة سبع وخمسين وتسعمائة وفي ذلك العام زار النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم حَجَّ في السنة التي تليها وعاد إلى الهند، فمات بها ليلة الجمعة الحادي والعشرين من جمادى الآخرة سنة اثنين وتسعين بتقديم التاء وتسعمائة، ودفن هناك. وأغفله الحافظ النجم الغزي في الكواكب وترجمه الشيخ عبد الحي العكري في الشذرات رحمه الله تعالى.

شمس الدين محمد بن خطّاب (٢٤)

محمد بن محمد بن خطّاب، الشيخ الفاضل النبيل شمس الدين الشهير بابن خطّاب الدمشقي، رئيس العدول بالمحكمة الكبرى ثم بالباب (٢٥). أخذ صنعة التوريق عن الشيخ شمس الدين محمد بن محمد الجعفري المعروف بابن قاضي نابلس، وكان خطاهما متقاربين لا يكاد يفرَّقُ بينهما، واتسعت عليه الدنيا. وكان صاحب الترجمة مسموع الكلمة وافر الحرمة. قال الحافظ النجم: وكانت تخافه الناسُ حتى أكابُرهم، حتى مات رجلٌ يقال له محمود الأعور عن بنتٍ كان يقال إنها تربيةٌ عنده، فأثبت ابن خطاب هو وعليّ الحلبي الترجمان أنها بنته، وقام أحدهما وصيًّا عليها وعلى مالها، والآخر ناظرًا بمعونة القاضي شمس الدين الرجيحي، ثم نبغ لهما كيخيا (٢٦) الإنكشارية المعروف بالسقّا يوسف، فشكا قصته للسلطنة فعيّن على ابن خطّاب ومن معه قابجيا من الباب العالي معه


(٢٤) انظر ترجمته في الكواكب ٣/ ١٦.
(٢٥) محكمة الباب العالية: شرقي جامع نور الدين الشهيد المعروف يفصل بينهما طريق زقاق المحكمة الذي يحمل هذا الاسم إلى اليوم [مشافهة الأستاذ دهمان].
(٢٦) كيخيا: محرفة من التركية والفارسية ومعناها في الأصل صاحب الدار وصارت تطلق على موظف يتولى إدارة شؤون قصر أو مزرعة لأمير أو عظيم من مزارع الدولة. كما تطلق على رئيس طائفة من العمال [الكلمات الدخيلة مطبوعات المجمع ٧٠].

<<  <   >  >>