للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فاستسقوا بالعباسي، فأمره نائب الشام بالخروج إلى الاستسقاء بهم فخرج وهو في غاية الخجل وقال اللهم إن هؤلاء عبادك قد أحسنوا الظن بي فلا تفضحني بينهم، فأغيثوا من ساعتهم وما رجعوا إلى البلد إلا بمشقة من كثرة المطر واستمر المطر ثلاثة أيام فاشتهر عند ذلك ذكره ولم يمكنه أن يكتم أمره، وأكب عليه المريدون وسلك به من أهل الطريق الصالحون وانتفع به الجم الغفير الذي لا يمكن حصرهم، وأعطاهم الله تعالى حسن السمت والقبول ونور حالهم ببركته ودعائه.

وقد وفقني الله سبحانه وتعالى للأخذ عنه والتبرك بدعواته وكان يتحفني بإمداداته الباطنية، ثم انقطح عن الناس وكان لا يقبل من الحكام هدية، ولا يتردد إليهم وكراماته كثيرة مشهورة منها: أنّ بعض المجاورين بمكّة المشرفة من أهل دمشق رآه يصلي الأوقات الخمسة بالمسجد الحرام في المقام الحنبلي وهو بالشام.

وكانت وفاته سنة ست وسبعين وألف عن سنٍ عالية ودفن بمقبرة الفراديس وقبره معروف يزار انتهى كلام الأمين.

جمال الدين يوسف الطور كرمي (٣)

يوسف بن يحيى بن مرعي الطور كرمي النابلسي مفتي الحنابلة بنابلس الشيخ الفاضل الفقيه والعالم الهمام النبيل النبيه، رحل إلى مصر لطلب العلم في سنة أربع وأربعين وألف، وأخذ بها عن الشيخ منصور البهوتي


(٣) انظر ترجمته في خلاصة الأثر ٤/ ٥٠٨. أما طور كرم فيقال لها: طُولْكَرم: مدينة تقع شمال غرب مدينة نابلس [أسماء الواقع الجغرافية في الأردن وفلسطين. منشورات اللجنة الأردنية للتعريب والترجمة والنشر].

<<  <   >  >>