للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الطبقة الحادية عشرة فيمن وقعت وفاتهم من سنة إحدى وخمسين ومائة وألف إلى ختام سنة خمس وسبعين ومائة وألف]

[عابدة بنت ذيب]

عابدة بنت ذيب بن أصلان السبسبية الدمشقية، والدة شيخنا الشهاب أحمد بن عبد الله البعلي، الشيخة الفاضلة العالمة العاملة الصوفية الصالحة الكاملة المصونة المتفوقة أم الإقبال. كانت من أفراد العالم صلاحًا وكمالًا وقالًا وحالًا. ولدت بصالحية دمشق ونشأت بها في كنف والدها الشريف ذيب، وقرأت عليه القرآن العظيم تجويدًا وحفظًا عن ظهر قلب، وطلبت العلم بجد واجتهاد، فأخذت الحديث والفقه والعربية عن كل من والدها المقدم ذكره، وعن الإمام مجد الدين محمد بن عيسى الكناني الصالحي، وبرعت في الفقه والعربية، ووقع لها كرامة مع شيخها المجد المذكور؛ وهو أنه جاء في بعض الأيام لزيارتها وكان يشرب الدخان فملأ غليون القصبةَ دخانا، وطلب من صاحبة الترجمة قطعة نار لإيقاده فذهبت إلى كانون النار وجعلت جميع ما فيه في ذيلها وجاءت به فلم يحترق ذيلها، فأخذ منه قطعة نار لغليونه ورجعت ببقية النار إلى الكانون فألقتها به، ولم يظهر للرماد ولا للنار أثرٌ فيه أصلًا، وكانت تصوم النهار وتقوم الليل، وتزوجت بالجمال عبد الله بن أحمد البعلي وأعقبت منه شيخنا الشهاب وعبد الرحمن ورحمة الآتي ذكرهم إن شاء الله تعالى، وكلهم صار عالمًا صالحًا. وكانت تختم القرآن العظيم في كل يوم من شهر

<<  <   >  >>