للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يأخذ على غيره من النواب من غير أهل مذهبه، وحصل له محنة أيام الحافظ أحمد باشا، فأخذ منه مبلغًا له صورة، ثم جرت له محنة أخرى في نيابة جركس محمد باشا وأخذ منه مالًا أيضًا، غير أنه تلافى خاطره. ووقع في آخر الأمر بينه وبين القاضي يوسف بن كريم الدين، ثم مرض وطال مرضه من القهر ولما علم أنه لم يبق له رجوى (٤) بذل مالًا لقاضي القضاة بدمشق المولى عبد الله بن محمود العباسي على أن يولي نيابة الباب لولده القاضي محمد فولاه يومًا واحدًا، ثم سعى الكريمي عند القاضي بأن يولي نيابة الباب للقاضي عبد اللطيف ابن الشيخ أحمد الوفائي، وأن يولي ابن الحميدي بالمحكمة الكبرى مكان القاضي عبد اللطيف، ففعل ولم يتم للقاضي محمود مراده، وكان المال الذي بذله في مقابلة نيابة الباب، صار في مقابلة نيابة الكبرى، ولو لم يقبله لضاع عليه المال الذي دفعه، فبقي في حزنه وغيظه وقوي عليه المرض، فمات مقهورًا بعد أن أقعد شهورًا. وكانت وفاته يوم الجمعة سابع عشر جمادى الأولى سنة ثلاثين بعد الألف، ودفن بمقبرة باب الصغير. انتهى ما في المحبي بحروفه. وأخذ [٤٦ - ب] عن صاحب الترجمة جماعة من الأئمة، منهم ولده القاضي محمد والبدر محمد البلباني والشيخ عبد الباقي الفصي مفتي السادة الحنابلة وغيرهم.

أبو بكر أبو الخير (٥)

[أبو بكر بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد أبو عبد الله بن أبي عبد الله بن أبي الخير بن أبي الخير الحنبلي المكي. ويعرف بابن أبي الخير.


(٤) رجوى من عامية الشام أي رجاء.
(٥) لم يذكره المؤلف في كتابه. وانظر لترجمته المختصر من كتاب نشر النور والزهر ١/ ٢٧ - ٢٨ ومأخوذًا عن السحب الوابلة، ويظهر أن اضطرابًا وقع في تاريخ مولده أو وفاته.

<<  <   >  >>