للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنْ زارني فبفضلِهِ أو زرتُهُ … فلفضلِه فالفضلُ في الحالينِ لهْ

فقال له صاحب الترجمة: أما تحفظون جواب الإمام أحمد بن حنبل للإمام الشافعي -رضي الله عنهما- عن هذا الشعر فقال له البوريني: لا أحفظه. فأنشده صاحب الترجمة للإمام أحمد -رضي الله عنه-:

إن زرتنا فبفضل منكَ تمنحنا … أو نحنُ زرنا فللفضلِ الذي فيكا

فلا عَدِمنا كلا الفَضلَين منك ولا … نالَ الذي يتمنى فيكَ شانيكا

انتهى. [٤٦ - أ]

وأخبرنا شيخ الإسلام والدي السيد محمد شريف، عن شيخ الإسلام والده الشمس محمد أبي المعالي الغزي، عن العلامة السيد إبراهيم أفندي ابن حمزة الحسيني، عن والده العلامة محدث دمشق السيد محمد أفندي ابن حمزة، عن خاتمة المحدثين بدمشق بدر الدين محمد بن بدر الدين البلباني، وهو تلميذ صاحب الترجمة: أنّه أخبره أنّ صاحب الترجمة أخذ الحديث عن شيخ الإسلام مُلحق الأحفاد بالأجداد المنفرد بعلو الإسناد جدنا البدر الغزي العامري وعرض عليه (المقنع) و (ألفية ابن مالك) من حفظه. وقال البلباني عنه هو كان عند الناس أقضى قضاة الحنابلة، وعندي أقضى القضاة على الإطلاق. وأخبر البلباني أيضًا عنه: أنه كان لا يَثْبُتُ شاهدُ زورٍ بين يديه وكان يعرفُ الشاهدَ الزّور بمجردِ النظر إليه. انتهى وترجمه أيضًا الأمين المحبي [فقال]: سافر إلى القاهرة، ورجع إلى دمشق، فلازم الشمس ابن المنقار، وانتسب إليه فسعى له في القضاء فوليه في الصالحية ثم بالكبرى وفضل على ابن الشويكي لديانته، ثم لمّا مات القاضي شمس الدين سبط الرجيحي نقل إلى مكانه بالباب، فتغيرت أطواره وتناول وتوسع في الدنيا وأنشأ عقارات وعظم أمره، وتقدم على النواب لسنه ومدّ أياديه وتصرفه مع استحضاره لمسائل القضاء، حتى كان

<<  <   >  >>