للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشهاب أحمد الجراعي (٤)

أحمد بن زيد بن أبي بكر بن عمر بن محمود الجراعي بجيم ثم راء مهملة الصّالحي، الشيخ الإمام العالم شهاب الدين أبي العباس. ذكره المؤرخ الشمس محمد بن طولون في مشائخه فقال: سمعت منه الأبيات التي أنشده إياها العلامة قطب الدين أبو الخير محمد بن عبد القوي المكي المالكي في يوم الاثنين تاسع رجب سنة أربع وأربعين وثمانمائة، يرثي الإمام أبا الفرج عبد الرحمن بن سليمان بن أبي بكر الصالحي الحنبلي الشهير بأبي شعر، وقد بلغه وفاته فقال:

أبو الفرج المرحومُ أودى حِمامُه … به وقضى نحبًا وذا العامُ عامُه

فيا قاسيونَ الشامِ مالكَ لم تَصِحْ … وصنوكُ طودُ العلمِ هُدَّ سنامُه

ويا أيُّها القاموسُ مالك لم تَغُر … وبحرُ علومِ الفقهِ غارَ جِمامُه (٥)

ويا بدرَ هذا الأفقِ مالك لم تُغَل … وبدرُ سماءِ العلمِ غِيل تمامُه

فيا بنَ سليمانَ، الإمامةُ عُطلتْ … لفقدِك والتدريسُ حُلَّ نظامُه

وبعدَك لا الفضلُ المنيرُ ولا الأدا … لعلمٍ ولا الإقراء سِيمَ سَوامُه (٦)

ولا الوعظُ في دارٍ يَقِرُّ قرارُه … ولا مصرُ تأويه ولا الشامُ شامُه

إليكَ انتهى التفسيرُ واللهُ شاهدٌ … بأنَّكَ خاشٍ حين يُتلى كلامُه

زهدتَ، تورعتَ، اعتزلتَ عن الورى … وأنت لهذا الشأنِ طُرًا ختامُه

غدا كلُّنا لما تواريتَ والهًا … فطِبتَ مقيلًا لا يُضاع ذِمامُه

تراني أُعزي من وَراه بزورِه … علا قدرُه عندي وعَزَّ مقامُه

أعزّي به الإسلامَ والدينَ والتقى … كذاك به حقًا يُعزّى إمامُه


(٤) لم نعثر على ترجمته في المصادر.
(٥) الجِمام = بالكسر جمع جمّ وهو الكثير من كل شيء. القاموس.
(٦) السوام = الإبل وسيم رعي وفي البيت استعارة.

<<  <   >  >>