للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للقاضي زكريا، وأجازه بها وبما تجوز له روايته. وكان يفتي على مذهب سيدنا الإمام أحمد رضي الله عنه ببلاد نابلس وكان ديّنًا صالحًا تقيًا حافظًا لكتاب الله تعالى.

وكانت وفاته في سنة ثمان وخمسين وألف تقريبًا. انتهى من المحبي.

أبو الصفا الاسطواني (١١)

أبو الصفا بن محمود بن أبي الصفا الشهير كسلفه بالأسطواني الدمشقي. ترجمه الأمين المحبي في تاريخه فقال: هو جدي لأمّي ولد بدمشق ونشأ بها، وكان حنبليًا على مذهب أسلافه، وله مشاركة جيدة في فقه مذهبهم وغيره، وقرأ في آخر أمره فقه الحنفية على العلامة رمضان بن عبد الحق العكاري، وكان من جملة الرؤساء وفُضَلاء الكتّاب. ولي خِدَمًا كثيرة من كتابات الخزينة والأوقاف، وكان كاتبًا بليغًا كامل العقل حسن الرأي ميمون النقيبة ورزق دنيا طائلة واسعة، وكان كثير التخصيص والتنعم وافر العزة محفوظًا في الدنيا وبلغ من العمر كثيرًا وهو في نشاط الشبان، وبالمجلة فإنه كان ممن توفرت له الدواعي ونال من الأيّام حظه، وكان مع ذلك سمع الكف دائم البشر وكانت صدقاته على الفقراء دارّة وخيراته واصلة، وانتفع به جماعة، ومنه أثروا، وبه استفادوا، والحاصل أنّه كان من محاسن دهره وأكارم عصره.

وكانت وفاته في شهر ربيع الأول سنة ستين بعد الألف ودفن بمقبرة الفراديس في تربة الغرباء رحمه الله تعالى برحمته. انتهى كلام المحبي.


(١١) انظر خلاصة الأثر ١/ ١٣٠. ومختصر طبقات الحنابلة ١٠٦.

<<  <   >  >>