يأكل من كسب يده في حياكة الأقمشة جريًا على عادة السلف الصالح في تحري الأكل من الحلال، ولم يكن له جهة يدخل له منها شيء من الدنيا سوى حرفته. وكان مثابرًا على القيام بوظائف العبادات وخدمة الصالحين والفقراء، مشتغلًا بخويصة نفسه منجمعًا عن أبناء الدنيا. صحبته مدة سنين، وشاركني في الأخذ والقراءة علي ابن خال والدي المقدم ذكره، وسمع عليه بقراءتي (شرعة الإسلام) تأليف المحقق [محمد بن أبي بكر الجوفي البخاري المعروف إمام زاده]، (وشرحها) للسيد يعقوب ابن السيد علي الرومي، (والجامع الصغير) للجلال عبد الرحمن الأسيوطي (والسيرة النبوية) للنور علي الحلبي القاهري، وكنا نجلس لسماع ذلك كلّ ليلة بين العشائين في الجامع الأموي.
وكانت وفاته يوم الخميس خامس شهر ربيع الأول سنة مائتين وألف مطعونًا شهيدًا، ودفن بتربة الباب الصغير رحمه الله تعالي.
[شرف الدين بن سعيد]
موسى بن محمد بن مصطفى بن محمود بن حسن بن سالم الشهير بابن سعيد العامري الجيتي نسبة إلي جيت بجيم ثم ياء تحتيه ثم تاء. أبو الإقبال شرف الدين. ولد في سنة خس وثلاثين ومائة ألف بجيت المذكورة ونشأ بها، وقرأ القرآن العظيم، ثم ارتحل منها لدمشق لطلب العلم على مَنْ بها مِن العلماء وذلك سنة [](٥٨) وأقام بها مدّة فقرأ، وأخذ عن الشيوخ كالعماد إسمعيل بن محمد العجلوني والجمال عبد الله بن زين الدين البصروي والشهاب أحمد بن علي المنيني والشرف موسى بن أسعد المحاسني والزين عبد الرحمن بن محمد الصناديقي والشمس محمد بن إبراهيم التدمري، فأخذ عنهم التفسير والحديث وعلوم العربية