للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر صدّاعًا بالحق، وله فتاوى عدة مشهورة بتلك البلاد، ولم يزل على هذه الطريقة المثلى حتى توفي إلى رحمة الله تعالى.

وكانت وفاته في سنة ست وسبعين ومائة وألف في قرية عطّاره من قرى نابلس، كان أهلها دعوه إلى عندهم ليتبركوا به، واتفق أنّه لما وصل إليهم صلى بهم الصبح إمامًا بجماعة وافرة، فلما فرغ من الصلاة وسلم خرجت روحه فجاة، وكان عمره إذ ذاك نحوًا من سبعين سنة، فما وصل خبر موته إلى قريته جاؤوا ونقلوه إليها وغسلوه بها، وصلوا عليه ودفن بها كذا أخبرني بعض الثقات [] (٢). [٧٦ - أ].

[نظام الدين محمد البعلي]

محمد بن عبد الله بن أحمد الطرابلسي البعلي الشهرة والمحتد الدمشقي، الشيخ الصالح الصوفي الناسك العابد الزاهد الكامل أبو السعادات نظام الدين.

كان مولده بدمشق سنة أربع ومائة وألف ونشأ بها وقرأ القرآن العظيم على الشريف ديب بن أصلان الصالحي البعلي مقرئ الأطفال المقدم ذكره في الطبقة [الحادية عشرة] (٣)، وطلب العلم مشمّرًا عن ساق الاجتهاد؛ فأخذ عن الأستاذ العارف جدنا الشيخ عبد الغني بن إسمعيل النابلسي قدس سره، وحضره في دروسه في التفسير والحديث والتصوف ولازمه الملازمة الكلية، وأخذ الفقه عن كل من أبي التقى عبد القادر بن عمر التغلبي وأبي العز عواد بن عبيد الكوري وأبي الصفا محمد بن عبد الجليل المواهبي مفتي الحنابلة بدمشق، وقرأ في العربية على جدي الأول أبي المعالي شمس الدين محمد بن عبد الرحمن


(٢) فراغ في الأصل بمقدار سبعة أسطر.
(٣) فراغ في الأصل والاستدراك من عندنا، ولم نجد له ترجمة منفردة بل مع ابنته عابدة بنت ديب فهناك ورد ذكره.

<<  <   >  >>