للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الغزي العامري، ونبل قدر صاحب الترجمة في [٧٦ - ب] وكان منجمعًا عن الناس يأكل من كسب يده في حياكة الأقشة تاركًا لما لا يعنيه صارفًا أوقاته في العبادة والطاعة لله تعالى لا يتردد إلى أحد من الحكام وأبناء الدنيا حافظًا لسانه من اللغو والرفث. وألف في التصوف رسائل عديدة لم تشتهر بعده.

وكانت وفاته بدمشق يوم السبت ثاني شعبان سنة سبع وسبعين ومائة وألف بتقديم السين الهملة فيهما، وصلى عليه في الجامع الشريف الأموي أخوه شيخنا الشهاب أحمد الآتي ذكره، ودفن بمقبرة الباب الصغير رحمه الله تعالى.

[البرهان إبراهيم العتيلي]

إبراهيم بن يحيى بن أحمد بن حمد العتيلي الشهرة والمولد الحسيني النابلسي، الشيخ الفاضل العالم العامل الذكي المتفوق الأديب الماهر البارع أبو إسحق برهان الدّين، ذكره الجد المرحوم شيخ الإسلام الشمس محمد بن عبد الرحمن الغزي العامري في تلامذته في كتابه (التذكرة الأدبية) فقال ما نصه: قدم إلى دمشق بعد الثلاثين والمائة والألف وقرأ على جماعة من الشيوخ، وتفقه بشيخنا أبي التقى عبد القادر بن عمر التغلبي، ولزمني بالجامع الأموي مدة، وقرأ علي (شرح ألفية المصطلح) لشيخ الإسلام بطرفيه، وله ذكاء وحسن تأدية للعبارات ونظم لا بأس به، ومدحني لمّا ختم شرح الألفية عليّ بقصيدتين، والتمس مني في ثانيتهما الإجازة فأجزته بقصيدة على وزنها ورويها، ثم سافر إلي بلده وتردد إلى دمشق مرارًا، وهو الآن مقيم ببلده زاده الله توفيقًا.

والقصيدة التي أجزته فيها هي هذه:

الحمد لله مولانا ومولينا … مواهبًا ليس يُحصى عدُّها فينا

<<  <   >  >>