للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

به كثيرًا، وأخذ عن الملا الياس بن إبراهيم الكوراني والعماد اسمعيل بن عبد الباقي اليازجي، ونبل وفضل وتقدم على أقرانه بالعلم والعمل ودرّس في المدرسة العمرية وفي داره، وأقرأ الحديث في الجامع الجديد بصالحية دمشق، وكان له مجلس وعظ تحت القبة عند باب المقصورة بعد صلاة الجمعة لا يتركه صيفًا ولا شتاء، وولي خطابة جامع سنان باشا (١٢)، وإمامة المدرسة العمرية، وكان يجتمع على وعظه الخلق الكثير من الناس ويقصدون حضور وعظه ويسمعه غالب من في الجامع وهو يعظ من غير كتاب ولا يخطئ ولا يغيب ذهنه عن شيء لشدة حفظه، وإذا قرأ العبارة مرة واحدة يحفظها ولا تغيب من حفظه. ولمّا توفي الأستاذ شيخه الشيخ عبد الغني النابلسي المارّ ذكره تولى غسله بيده وكفنه وآواه التراب بوصية من الأستاذ بذلك. وكانت له محبة به وشدة اعتناء. وبالجملة فقد كان المترجم من أعيان العلماء وخاتمة الوعاظ بدمشق.

ولم يزل على طريقته المثلى وحالته الحسنة إلى أن توفي في سابع عشر ذي الحجة الحرام سنة خمس وخمسين ومائة وألف وصُلّي عليه في جامع السليمية بصالحية دمشق، ودفن بسفح جبل قاسيون في الروضة، قريبًا من ضريح الشيخ أبو السعود بن شبل قدس سره.

[محيي الدين المواهبي]

عبد القادر بن محمد بن عبد الجليل بن محمد أبي المواهب بن عبد الباقي الدمشقي الشهير بالمواهي، الشيخ الفاضل المحصّل اللبيب الهمام أبو الاخلاص محيى الدين. ولد بدمشق ونشأ بها في حجر والده وجده، وأخذ عنهما


(١٢) جامع سنان باشا: في جادة السنانية ويسمى جامع السنانية شمالي باب الجابية جدده سنان باشا سنة ٩٩٩ [ثمار المقاصد ٢٢٧].

<<  <   >  >>