للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولد سنة خمس وسبعين وثمانمائة بمكة ونشأ بها، وكان يباشر مع أبيه رياسة المؤذنين بصوت طرّي بالنسبة لآبائه.

كان في أول أمره شافعي المذهب، وسافر إلى القاهرة سنة تسع وتسعين وثمانمائة ثم عاد إلى مكة وأقام بها ملازمًا لوظيفته الرياسة مع أبيه، حتى وقع بينه وبين شيخه قاضيها الشافعي فيما نسب إليه من هجوه، فخافه ورحل إلى القاهرة سنة خمس وتسعمائة، وأقام بها إلى سنة ثمان وتسعمائة، فدخل فيها الشام وحلب وغيرهما، وأخذ عن الشيخ حسنَ السُّيُوفي، ورجع إلى القاهرة فوجد بها القاضي عبد القادر بن نجم الدين بن ظهيرة قد تحنبل لطلب القضاء، فتمذهب هو أيضًا لأحمد، ومكث بها إلى سنة عشر وتسعمائة، ثم عاد إلى مكة وسلك التعاظم بلبس الثياب الفاخرة، والتردد لسلطانها فامتدحه وتقرب منه وصار يمده بالعطاء، ولذلك اقتصر عليه، وقيل: إنه لم يمدح إلا أربعة أنفس مع هجو مثلهم، وهو بليغ في ذلك، ولأجله اتقاه الناس.

مات في مغرب ليلة الاثنين ثاني عشر ربيع الأول سنة ثلاثين وألف، فجهز في ليله وصلي عليه صبح تاريخه ودفن في المعلاة بتربة سلفه بفم شعبة النور].

شيخ الإسلام الشيخ مرعي المقدسي ثم المصري (٦)

مرعي بن يوسف بن أبي بكر بن أحمد بن أبي بكر بن يوسف بن أحمد


(٦) انظر ترجمته في خلاصة الأثر ٤/ ٣٥٨ - ٣٦١ نفحة الريحانة، هدية العارفين ٢/ ٤٢٦، معجم المؤلفين ١٢/ ٢١٨، ومختصر طبقات الحنابلة ٩٩، روض البشر ٢٤٤، عنوان المجد ١/ ٣١، الأعلام ٨/ ٨٨.

<<  <   >  >>