للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحكى، وبكى، وأنشدني لأبي تمّام معدّ أخي الملك العزيز العلوي الفاطمي قوله:

أما والذي لا يعلم الأمر غيرُه … ومن هو بالسر المَكتّم أعلمُ

لئن كان كتمانُ السرائِر مؤلما … لإعلانُها عندي أشدُّ وآلم

وبي كل ما يصيبي الحليم أقلُّه … وإن كنت منه دائِمًا أتكتّم

وتوفي سنة سبع بعد الألف يوم عرفة من السنة المذكورة عن نحو سبعين سنة، ودفن بصالحية الشام رحمه الله تعالى. انتهى كلامه. ووقفت للمترجم على هذه الأبيات معزية إليه وهي:

سهرتْ أعينٌ ونامتْ عيونُ … لأمورٍ تكونُ أولا تكونُ

فادرأ الهمَّ ما استطعتَ عن النفـ … ـــسِ فحملانُكَ الهُمُومَ جنونُ

إنّ ربًّا كفاكَ همَّكَ بالأمـ … ـــسِ سيكفيك في غدٍ ما يكونُ

وترجمه الحافظ نجم الدين الغزي العامري في (ذيل الكواكب) فقال: كان من أفضل الحنابلة وأذكاهم وكان له حسن محاورة، وفيه مزاح لطيف وتواضع إلا أنّه كان يردُّ الزوجة إلى زوجها بعد وقوع الطلقات الثلاث، على مذهب الإمام تقي الدين أحمد بن تيميه رحمه الله تعالى خفية، ثم إنّه كان يظهر أمره وينكر عليه شيخ الإسلام الشيخ أحمد بن أبي الوفا مفتي الحنابلة بدمشق وغيره من العلماء، وكان يحضر مجالسي بجامع دمشق عشية النهار، فذكرت غير مرة أنّه لا يجوز أن يردَّ الرجلُ زوجته بعد وقوع الطلقات الثلاث على مذاهب المسلمين الأربعة إلّا ما كان من قول الإمام ابن تيمية، إلى أنْ قال: وشدّدت النكير وهو يسمع وكان من قرُب منه من الناس ينظرون

<<  <   >  >>