للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السين في سبع كما قرأته بخطّ القاضي عبد الكريم بن محمود الطاراني نقلًا عنه، وتوفي يوم عرفة بعد العصر تاسع ذي الحجة سنة سبع بعد الألف ودفن بعد أن صُلي عليه بالجامع الأموي في سفح جبل قاسيون على أسلافه الشويكيين رحمه الله تعالى آمين انتهى. وترجمه العلّامة بدر الدين حسن البوريني في تاريخه المسمى (بتراجم الأعيان من أبناء الزمان) فقال: الشيخ أحمد الشويكي هو الشيخ الفاضل العالم الكامل، القاضي شهاب الدين أحمد الشويكي الحنبلي، وهو من بيت نجابة وفتوى وخطابة. ولد بصالحية دمشق الشام وكان يحفظ القرآن العظيم، وحفظ (المقنع) أيضًا على مذهب الإمام أحمد -رضي الله تعالى عنه-، واستمر نحو ستين سنة يفتي على مذهب الإمام المذكور. فما عرفت له زلة، ولا أبطل أحد نقله، وتولى القضاء نيابةً بدمشق مدة مديدة، وأعواما عديدة، ثم قال البوريني: ولقد كان العوام يضربون المثل برده للطلاق البائن، ويعدون له ذلك من جملة المحاسن، غير أنه كان غزير العلم، سريع الفهم، فصيح العبارة، جميع الإشارة، يتوقد ذكاؤه، ويتفجر سخاؤه، سلم له فقهاء مذهب أحمد، ورأوا الإنقياد لما يقوله فيه أولى وأحمد، رحل إلى مصر فاستفاد بها ما أراد، ورجع منها فائزًا من العلوم بالمراد، كان ابتداء اجتماعي به في المدرسة الحاجبية (١٤)، بالصالحية المحمية، وهو إمامها في سنة خمس وسبعين وتسعمائة ورأيته يقرئ بعض الحنابلة متن (المقنع) إقراءً حسنًا، وأظهر للحاضرين فصاحة ولسنا، وتقلبت عليه الأحوال، وأحاطت به الأهوال، حتى فارق وطنه بالصالحية، وقطن بدمشق طالبًا أن يسلم من البرية، ولقد اجتمعت به على إثْر محنةٍ صدرت له من بعض الأعداء فشكا،


(١٤) المدرسة الحاجبية: قبلي المدرسة العمرية بصالحية دمشق أنشأها الأمير ناصر الدين محمد بن الأمير مبارك الإينالي النوروزي [الدارس ١/ ٥٠١].

<<  <   >  >>